"عندما تغلق عينيك وتنعزل وتبدأ في تخيل مكان كنت تحب الجلوس فيه ، و لم تكن حاجتك ان تعيد الذكريات ، ولكن كنت تريد أن تتذكر شعورٍ كان يطغى عليك في ذاك الوقت ، تبدأ في سماع الأصوات التي تكون مهمشة في ضجيج المدينة..تشم الرائحة التي تأتي بعد هطول قطرات المطر على العشب ، ويتكدس الضباب أمامك مما جعل أغصان الشجر تتمايل من بينه وكأنها تطلب النجاة من الغرق ، فيتراكم الضباب أكثر فأكثر حتى لم تعد في خجل لكي تلقي بنظّارتك جانباً.. هواء بارد يستوطن صدرك وكأنه يداعب الروح بحب بداخلك.. شعور له كيانه الخاص بك ولم تخبر احد بهِ ولا تريد ذلك حتى لا تُفسد طقوس روحانيتك ، مكانٌ لا أحد يعلم كم يعني لك...ولكن لم تعد في مقدرة ان تعيد هذا الانعزال الجميل والسبب انك انت اصبحت الاغصان المتمايلة ، و ملاكك الحارس قد خلع نظّارته ولم يعد يرى الحقيقة..فأصبحت انت اسير الكيان"

لطالما كان الجبل بالنسبه لي مصدر للأمل و القوة ، فأنا ابن من الجبل، و كنت افتقده وافتقد ذاك الشعور حين تم كتابة هذه السطور في فتره ما ، ولم اكن اعي قدر ذلك فعلاً ، الا حين عودتي اليه بعد مدة طويله ، صوت السكوت ، تراكم الضباب ، الهواء البارد الذي لم اشعر بأنه مزعج او مؤذي و شعور الاحتضان بين تلك الصخور وكأنها تقول "اهلا لقد اطلت الغياب" شعور الترحيب والاستماع لما يجول ويُربت على اكتافك ويزيح عنها اثقالها ، الى لقاء قريب ايها الجبل .

إحتضان - فوتوغرافيا فنية - 2021

العودة الى: الأعمال الفنية